حق الاختيار

عندما نحب لا نسأل من نحب، ونحب فقط من اجل الحب والانسجام الذي يحدث بين الأرواح والكيمياء التي تتطابق مع من نشعر بقربه إلى النفس والقلب، ولكن عندما نتزوج نسأل جميع من يهمهم امرنا هل الاختيار صحيح أم لا، وفي معظم الأحيان عندما يريد الشاب الارتباط بزوجة يعطي مسؤولية الاختيار لوالدته أو لأخواته، قد يكون الدافع لأنه لا يريد تحمل مسؤولية الاختيار، أو لأنه يعلم انه بعد الزواج سوف تكون زوجة المستقبل بين أسرته الكبيرة، أي ستكون في معظم وقتها بين أمه وأخواته طبعا إذا كان ينوي العيش داخل أسرته الممتدة أو انه لا يعطي اهتمام كبير فكلهن متشابهات المهم انه يكمل نصف دينة، ويلاقي بنت الحلال التي تصونه وتنجب له الذرية الصالحة وترضي والدته وأسرته وبالتالي هو سيكون راضي لأنه اشترى نفسه من منغصات كثيرة كانت ستحدث إذ هو خالف رغبة الأهل في اختيار الزوجة المناسبة.

وبعد مرور الأيام وبعد ما أنجب العديد من الأبناء وانتهى من مرحلة تكوين الأسرة، ينظر حوله وإذا هو بقرب زوجة بعيدة كل البعد عنه قد يكون في الميول،الأفكار، التوجهات ،وكلا منهم له عالمه الخاص هي بطبيعتها تهتم بالأبناء ونظافة البيت وتكون عند الحاجة الجسدية إليها موجودة لا تخالف أمر بل تسعد بطلبها، وهو يرى العالم بمنظار مختلف يريد الزوجة المثقفة التي تجادل وتستطيع إقامة الحوار والنقاش في شتى اهتماماته، تفهم ما يريد قوله وقريبه الى نفسه وتكون مستوعبة لظرفه النفسي والجسدي، بعيدا عن التقليدية والروتين القاتل لمشاعر الحب والانطلاق في عالم الرومانسية، التي من الطبيعي أن يلجأ إليها بعدما أنضجته الحياة واستوعبها وتعب وكد من اجل تكوين مستقبله ومستقبل أسرته.

ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن اعتادت الزوجة على هذه الحياة وأصبح من الصعب تغير كل المفاهيم والعادات التي تأقلمت عليها ، التغيير صعب !!!!!!!!!

ولكن عندما تشعر المرأة بوجود أخرى في حياة زوجها وإنها لم تعد الموديل المطلوب برغم كل تضحياتها، يمكنها أن تفعل المستحيل ، وتخرج عن المألوف لو أعطيت الفرصة والحرية التي يتمتع بها الأخريات ممن هن كما نقول الموديل المطلوب.

عزيزتي حواء: ليس من الخطأ الدفاع عن من نحب بل الخطأ ترك من نحبهم هكذا، يضيعون من بين أيدينا، في نظري هي معركة إما أن تثوري وترفضي الواقع الذي يحرمك هذا الزوج الحبيب أو تستسلمي وتتركي الماء يتسرب من تحت أقدامك وأنت تنظرين بأسف وبدون أن تفعلي شيء ، وأيضا لك عزيزي الرجل تحمل مسؤولية قرارك عندما اخترت أو أعطيت غيرك حق الاختيار، ففي النهاية كان قرارك.