الأخذ بالأسباب

بسم الله الرحمن الرحيم

احبائى الكرام

الأخذ بالأسباب :

ما معنى ان نأخذ بالأسباب ؟

الأ سباب نوعين :

اسباب ظاهره وواضحه

واسباب مختفيه وغير معلومه

الأسباب الظاهره مثل انسان يأكل شطه ويعقبه اى شئ حلو ماذا يحدث ؟ طبعا ارتفاع فى درجة الحراره .
انسان يأخذ حمام دافئ ثم يتعرض لهواء بارد ماذا يحدث نزلة برد .
انسان ينفعل وبشده ماذا يحدث ارتفاع فى ضغط الدم
وهكذا ..............الخ
إذا هذه الأشياء لها مسبباتها ولا يختلف عليه احد .
اما الاسباب التى ليس لها اسباب ملموسه وغيبيه هى موضوع المقال .
ودعونى اضرب الامثال حتى تتعيشوا الامر
احيانا تفقد شئ عينى لمده معينه وبعد فتره تعثرعليه ولم ينقص منه شئ ؟؟؟
فما الحكمه من ذلك ؟ بديهيا نقول ( الله اعلم )
ولكن الم يخطر ببالك ان تسأل نفسك لماذا يحدث هذا ؟
هذ السؤال من العقل ودون التعرض للمسائل القدريه .
اولا فقدان الشئ قدر من الله ( ودون إهمال منك ) .
ثانيا العثور عليه قدر من الله ( بعد ان فقد الامل ) .
مابين فقدان الشئ والعثور عليه الم تسأل نفسك عن الاسباب المخفيه وما حكمة الله فى ذلك ؟
دعونى اذكركم ان الله سبحانه وتعالى عندما يخاطبنا فى كتابه عن الاشياء الكونيه يقول ( افلا تعقلون )
والعقل هو الميزه والتى تميزنا عن سائر المخلوقات
وكل مرحله زمنيه اوعمريه لابد وان يحدث للعقل احلال وتجديد والا لكنا مازلنا نركب الجمال حتى الآن إذا علينا ان نفكر فى الاشياء الغير ظاهره والمخفيه لا لنصل الى مراد الله ( حاشى لله ) وانما من باب التطلع للحكمه من فعل الاشياء والمسبب لها وكل يوم نرى البحوث والتقارير فى اسباب وجود بعض الظواهر الكونيه واسبابها فى حدود العقل البشرى .
طيب . وبعيد عن هذه الاشياء لاننا غبر متخصصين فيها اتكلم عن الاشياء الواضحه المخفيه لنا ؟
واضحه لانها تحدث وخفيه لان اسبابها غير معلومه لدينا .
واليك مثالا :
ممكن تكون جالس ومعك قلم فى يدك ثم تضعه امامك وبعد برهه من الوقت لا تتعدى الثوانى تريد اخذ القلم فلا تجده امامك ؟؟؟ وبالبحث تجده فى جيبك .
المهم انك وجده لكن هل فكرت كيف وضع فى جيبك رغم انك متأكد انك وضعته امامك ؟
إذا هناك فتره زمنيه كنت مغيب فيها عن القلم ولكنك كنت فى شئ آخر. يقال ان من شدة التركيز وهذا تفسير علمى . لكن لا ابحث عن العلم الآن ولكننى اسأل الاسباب الخفيه عنك وليست مخفيه عن من حولك لأن هناك من لاحظ عليك انك سرحت . أه
هو السر فى سرحانك . ما الشئ الذى يجعلك بعيد كل البعد عن حاضرك .
لدرجة ان كان هناك رجلا من العلماء الكبارفى الدين
اصيب بالغرغرينا فى قدمه واقرر الاطباء بتر الساق
ولم يكن هناك مخدر فى هذا الوقت واحتاروا الاطباء وقرروا ان يسافر الى الدول والتى بها هذا المخدر وابلغه بذلك ولكنه اصر على بتر الساق حيث كان بشرط ان تبتر القدم اثناء قيامه بتأدية الصلاة . وانتظروا حتى قام بالصلاة وفى اوسطها بتروا الساق وعند وضعوا زيت مغلى على مكان البتر اغشى عليه من شدة الالم . وبعد ذلك قام مع آخرين بدفن الساق المبتور . وسأله سائل الم تشعر بالبتر قال لا وكيف اكون مع الله واشغل نفسى بأمر من امور الدنيا حتى ولو جزء من جسدى .
إذا قدر الله عند فقدانك للشئ والعثور المراد ان يبلغ رساله لك او لغيرك .
الم يحدث لك انك كنت تريد ان تسافر ولكن خانك الوقت فلم تلحق القطار او الطائره وتحزن حزنا شديدا وبعد ذلك تسمع ان القطار او الطائره حدث شئ مكروها لها ثم بعد غضبك تحمد الله على انك لم تكن من ضمن الركاب.الفتره ما بين حزنك وفرحك هناك دلاله ماهى ؟
انك كنت تجهل الاسباب وقبل ذلك كنت تسمع من يقول قدرك . نصيبك لانك وهم تجهلوا الاسباب .
هذا ما اريده لكم ان كل شئ يحدث لك وحتى لو كان بسيط له دلاله لا تنسى هذا طيلة حياتك .

احبائى الكرام

حركة الاصبع بقدر الله ( وما من ورقة شجر تسقط الا علمها عند الله )
ياعبد الله عليك ان ترى بعقلك مالم تستطيع العين ان تراه او تستوعبه .
وهنا ثلاثه امور لابد ان تدركهم
- رد الفعل
- الوقت
- المكان
رد الفعل عند فقدانك لهذا الشئ هل ستتفوه بكلمات تعاقب بها من الله ام تصبروتحتسب .
الوقت لانه يختلف فى كل مرحله زمنيه من عمرك ومدى ادراكك لهذا الفعل وقتها .
المكان مرتبط بأحداث لها ذكريات سواء مع نفسك او بآخرين .
تلاحظ اخى الحبيب القاسم المشترك بين الثلاثه الاسباب ( وجعلنا لكل شئ سبب )

اخى الحبيب هناك مساحه بين السطور لك للتأمل وللتخيل وحتى يستطيع العقل البحث والتنقيب عن الاسباب . وهذا يجعلك تتقرب الى الله اكثر واكثر وما اكثرنا اليوم التقرب الى الله لا تقل ان هناك اشياء لا نفكر فيها لانها بعيده عن ادراك العقل . اقول لك نعم إذا تدخلت فى الغيبيات الكونيه لله سبحانه وتعالى ولكننى اتحدث عن مايحدث لك واما عينك وعين الآخرين . هذه كلمه وحتى لا يحدث لبس فى الامر .
الخلاصه :
اننا يجب علينا ان نتلافى كلمة (كده) وكلمة ( معرفش) مع الوضع فى الاعتبار ان لكل شئ له حدود لا نتعداها ولكل عقل سقف لا يتخطاه وخصتا فى الاشياء الذى يقف العقل عندها . وميثال ذلك :
عندما اراد سيدنا ابراهيم ان يعلم من الله كيف يحى الموتى والقصه بالقرآن وسبق ان تحدثنا عنها ولاداع للتكرار ولكن الذى يعنينا فى الموضوع الذى نحن فيه هو بعد ان رأى سيدنا ابراهيم الطير يجرى من حوله قال لله ( كيف فعلت ذلك ) هنا قال الله لابراهيم الى هنا ينتهى استيعاب عقلك البشرى عن الادراك . ولكن هناك اسباب لها .نحن لا نسأل عنها لانها فوق قدرتنا .
عصى موسى والتى حولها الله الى حيه تسعى هناك اسباب ولا نسأل عنها . النار التى القيا فيها ابراهيم ولم تحرقه لها اسباب وايضا لا نسأل عنها .
كل هذه الامور تمر علينا ونصمت لانها فوق ادراك عقولنا . الم يكون الموت اكبر دليل على ذلك ؟ كيف
تعدد الاسباب والموت واحدا . لانها ملموسه لديك وتراها بعين رأسك . اما خروج الروح وصعودها لمكانها وشكلها وكيفية صعودها فوق ادراك العقل .
ماتراه كله لاتدركه كله .
احبائى الكرام
موضوع طويل وملامساته كثيره وشائكه . وحتى لا ندخل فى مجادلات لا طاقة لنا بها فعلينا قليل من التفكير لمجرد الفهم وحتى ولم ندركه . وهى محتاجه مننا بعض التأمل والدروس المستفاده مما يحدث لك او لغيرك لانك مطالب بذلك . وهانحن الآن امام قضيه المسجد الاقصى أليس فى ملايين المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها وشمالها وجنوبها الا يوجد مسلم واحد يدعوا الله لتحريره من اليهود ويستجاب له والله يقول ما معناه ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب اجيب دعوة الداعى إذا دعان ) إذا هناك الاسباب عدم الاستجابه هل للمسجد ؟ ام لليهود؟ ام نحن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( افلا تعقلون )
عفانى وعفاكم الله

ابوبكر