هل ينتظر الجميع وقوع العجل حتى يسن سكينه، وقع زين العابدين والأعناق مشرئبة والعيون ترتقب من التالي الذي سيقع، بات الخوف يدب في أوصال القادة والحكام وكل من يعرف نفسه انه كان ظالم لشعبه وتمادى سنين طويلة في ترك الظلم والاضطهاد على شعبه بحجج واهية ووهمية بدون النية الخالصة لرفعة شعبة، وتعاملوا مع الشعوب على إنها عبيد وليس من حقها الحياة الكريمة، وان الذل والاضطهاد والظلم شيء طبيعي .
وقد اعتاد ت الشعوب على التأقلم معه ومعايشته، دون رادع أو تعذيب للضمير وباتت الشعوب تشعر بالخذلان والوهن وإنها ليس لها لا حول ولا قوة وان هذا الجبروت المتحكم في كل شيء لا يستطيعون زواله ، ولكن ما حدث في تونس لهو اكبر دليل على قوة الشعب وإرادته عندما تكون النية صادقة بالتغير والله المستعان في تغيير هذا الواقع بشرط أن يغير الناس ما بأنفسهم ويتجهون بقلب واحد وهدف واحد وهو التغيير إلى الأفضل ورفض كل ما يمارس ضدهم من ظلم واضطهاد وكبت للحريات.
إن ما حدث لهذا البائع البسيط الذي أشعل بنفسه النار ليس كرها في الحياة ولكنه شاب في مقتبل العمر انهي دراسته الجامعية ولم يجد عمل ليعيل نفسه وأهله فعمل على عربه( كارو) حتى بدون أعزكم الله حمار ولكنه تحامل على نفسه ورضي بما هو موجود أملا بمساعدة نفسه ولو بأقل القليل، وبدلا من أن تقوم البلدية بمصادرة العربة وتعويضه بكشك في أي مكان يضع فيه بضاعته وتحميه من برد وحر الطقس ومجاهدة نقل بضاعته من مكان لمكان ،صادرت العربة ورفضت أن تعطيه إياها مرة أخرى وبعد أن فقد الأمل، لم يبقى أمامه سوى أن يشعل جسده الطاهر لكي تشتعل معه قلوب حالاتها ليست بالبعيدة من حالته وسرعان ما تعاطف الجميع معه ليس فقط من اجل حالته الخاصة ولكن الجميع كان مسدود على قشه أو هي القشة التي قسمت ظهر البعير.
فليتقي الله كل مسئول في مكانه وكل رب عمل وكل حاكم وكل قائد فكلمكم مسئول وكلكم مسئول عن رعيته.