الزواج سنة كونية

الزواج
مقدمة تعريفية
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون , ثم خلق الإنسان وإستخلفه فيه , وزوده بآليات عمل قلبية
( التفكر - التعقل - التدبر - النظر ....)
ليقف على دلالة الوحدانية فى الآفاق والأنفس , فيفر إلى ربه ساجدا مسبحا بأسمائه الحسنى .ولقد وضع الله تعالى أمام أعين الناس وبصيرتهم دليل تفرده بصفات الكمال المطلق ومن ذاك
" نظام الزوجية "
الذى يتجلى فى أروع صوره بين الذكر والأنثى , بين السالب والموجب , بين الإلكترون والبروتون , فبالتقائهما تتكون الذرة إن هذه المنظومة دليل على أن الله خلق الأشياء لتتكامل بمثل الحاجة المشتركة بين الزوجين وإن هذه الحاجة شهادة بأن كل شئ فى هذا الوجود فقير إلى خالقه , الله الواحد الاحد .
لذلك كان إنشاء التنزيه المطلق لله تعالى عن كل ما لا يليق به سنة كل شئ فى هذا الوجود بقوله تعالى :

سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ

يس 36


وبفض "ل آية الزواج " خرج الإنسان إلى هذا الوجود وتكون المجتمع البشرى وكان على الإنسان أن يختار أن يعيش حياته فى إطار هذه المنظومة الكونية المتوازنة
( أى وفق شريعة الله )
فيكون فى تناغم وسلام نفسى وإجتماعى مع هذا الوجود أو أن يخرج عن هذه المنظومة فيضل ويشقى
أحبائى الكرام

الزواج وكما اوضحنا بعاليه هو سنة الحياة وبدأ الله الحياة على الأرض بين آدم وحواء ومن أجل تعمير الأرض
ولكن هناك حالتين :

إما العزوف عن الزواج
وإما ظروفه جعلته لا يفكر فى الزواج

وهناك فرق بينهم

أما العزوف نهائيا عن الزواج ودون سبب معلن
ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك
بقوله

مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ

هذا الحديث لمن خير دليل لفوائد الزواج

وأيضا لا حرمانية لمن لا يتزوج طالما هناك البديل

ألا وهو الصوم
وليس المقصود بصوم الدهر مثلا ولكن عندما يميل عقله ألى ما يغضب الله فعليه بالوجاءوكما جاء بالحديث الشريف
والعهده على من راواه

أما النوع الآخر وهو ظروفه الإجتماعية حالت بين تحقيق رغبته فى الزواج فهذا أمر جد خطير

وأعرض عليكم الآتى
ترك الزواج
1- ترك الزواج مع القدره الماليه وألصحيه. ذلك من البدع النكره حتى النبى(صلى الله عليه وسلم) هدد صاحبه ويدعى ( عكافا ) بأن يكون راهبا وقال : لا رهبنه فى الاسلام .
2 -عدم ألتخير لصاحب الدين و الخلق وفى الحديث إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنه فى الأرض وفساد كبير )وقال فى حديث طويل ( فأظفر بذاد الدين تربت يداك)ومعنى تربت يداك أى التصقت بألتراب فقرا أن لم تخترذات الدين. أو بمعنى آخر أمتلأت يداك بألذهب وألخير أن سمعت وأطعت .
3 - ومن البدع ألأقتصار على إختيار ألحسب و الجمال و المال مجردا عن الخلق والدين . فإن المعاشره بين الزوجين قوام سعادتها ألخلق الكريم و المعامله الطيبه و التعاون على البر والتقوى والصبر والمصابره . وكل شئ ينشئه حسن التربيه وتعهد الوالدين والمدرسه والبيئه بألتوجيه الصالح . أما ألأعتماد فى المصاهره على الجمال فقط فهو بلاء وفتنه . والمرعى الخضب يكثر نزول الرعاة والشاة فيه مالم يكن حارس من دين ووازع من خلق . وقد يولد الجمال الدلال والإزلال ثم ذاهب لا محاله . فألإعتماد عليه وحده كالغرور بورده لا بد من ذبولها . وكذلك مجرد الحسب والغنى هما وبال فى غيبة الدين .
4 - ومن البدع ألإسراف فى المهور و الأثاث ومتطلبات الزوجيه مما قد يسبب فى إحجام كثر من الشباب عن الزواج و كألحاصل ألآن . والحديث يقول ( أبركهن أيسرهن مئونه ) و كما يترتب على المغالاة فيما سبق مغالاة أخرى بألتباعيه وهى الإحتياج للسكن الذى يحتوى هذا ألآثاث . و والتوابع النفسيه للمحيطين . فعند زواجهن يردن مثل ما سبقهن وهكذا . وهذا نوع من التباهى و مجاراة الناس دون تبصر ولا تدبر ولا مراعاة لتوجيهات ألإسلام وتحذيره من ألإسراف .
5 - ومن البدع تجاوز الحدود الشرعيه بعد الخطبه فى الخلوه المحرمه باسم التعارف والتجربه . مع أنه أجنبى عنها قبل العقد وحتى أذا تم العقد و تأجل الزفاف حرم عليه أن يتصل بها جنسيا إلا بعد إعلان الدخول بها . وحتى لا تتهم فى عرضها إن حدث حمل قبل الزفاف والحديث يقول ( أعلنوا النكاح وأضربوا عليه بألدف )
6- وأيضا لبس الذهب للرجال و الحرير . ومن الممكن أن يرتدى الرجل خاتم من الفضه وهى حلال للذكور .
7- الخلوه بغير أم الزوجه. وسئل النبى عن الخلوه بألحمو قال ( الحمو الموت ) والحمو هم أقارب الزوجين .
8- الإسراف فى التكاليف والمشروبات الكحوليه والحناء ألا للنساء . وكان النبى صلى الله عليه وسلم وجد عماربن ياسريده ملطخه بألزعفران لتشققها وقال له ( أذهب فأزل عنك هذا . فلما أزاله ورجع وألقى عليه ألسلام رد عليه .
هناك عادات سيئه فى بعض البلدان العربيه ومن موروثاتها وهى فض غشاء البكاره بألأصبع أمام أطراف من العائلتين كدليل على العفه و الطهاره . وأقولها بصدق أن فشل العلاقات الزوجيه يكون الغالب فيها ألإسائه والوحشيه الحيوانيه فى ذلك والله سبحانه وتعالى يقول ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم موده ورحمه إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون
وأختم كلامى بهذا الحديث لرسول المودة والرحمة

صلى الله عليه وسلم
يقول :

من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح
وقوله :
أراذل موتاكم العزاب
وفى رواية أخرى
شراركم عزابكم
وطبعا المقصود بهذ هو الحث على الزواج
كل هذا فى إطار الإمكانية والقدرة والإستطاعة على الزواج
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
وإذا كان المولى عز وجل جعل ركنا أساسيا فى الإسلام وهو الحج وقال : لمن إستطاع
وأقول قولى هذا فإن كان خطأ فهومنى وأعوذ بالله من الشيطان وشركه
وإن كان خيرا فمن الله

مع تحياتى