قصص الانبياء
================
الاولى
( آدم )
بعد بسم الله والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم
آدم ابو البشر واولهم ذكرا فى القرآن , ولا بد من ذكر آدم من ناحية انه اول البشر , ولان الله ذكره قبل ان يذكر اى نبى . فى اطول سوره بالقرآن وهى سورة البقره .
ثم ان آدم فيه خصال كل البشر وما يحدث لنا كبشر وما سيحدث بعد ذلك حتى قيام الساعه .
قصة سيدنا آدم -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - ليست تاريخا يسرد او كقصه تحكى عن رجل جاء ثم مات وانما هى قصة الوجوديه كلها . منذ خلقه مرورا بالأمم السابقه الذين كانوا يعيشون قبل ذلك , والذين يعيشون الآن , والذين يأتون بعد ذلك بطبائعهم وغرائزهم , وأفاقهم وهدايتهم وشقائهم وفجورهم بسلمهم وحربهم ماذا لهم من حقوق وما عليهم من واجبات .
كل هذا سنجده فى قصة آدم عليه السلام - بل انكم جميعا ستجدون حياتكم التى تحيونها حتى خلجات سرائركم وتحركات قلوبكم وهواجز نفوسكم . وستجدون فى قصة آدم - عليه السلام - ما يتعرض احدكم للشهوات الجامحه ومن ندم واستغفار بعد الزلل . وكأن الله سبحانه وتعالى جعل من آدم كبش فداء وجعله التصميم الاول الذى اودع فيه كل شئ حتى ينادى الله على ذريته بقوله يا بنى آدم وينسبهم لابيهم وكأن الله سبحانه وتعالى ينادى لبنى آدم ليخبرهم بما حدث لابوهم وما فعلنا نحن به وبماذا انتهى امره .
واول ما نذكر عن آدم انه سيكون اول نبى تتوجه له الوفود يوم القيامه يطالبونه ان يشفع لهم عند الله فى فصل القضاء حينما يترك الله ارض المحشر بمن فيها من الآداميين الذين تعج الارض بهم والملايين من الاجيال والامم لا يعلمهم الا الله وجمع الاولين والآخرين لميقات يوم معلوم , فإذا طال بهم الانتظار وكانت النا ر اهون عندهم من هذا الانتظار , قالوا فلنذهب الى احد المصطفين الابرار لعله يشفع لنا فى الانصراف للحساب ولو الى النار فهى اهون علينا من طول الانتظار , فيذهبون الى سيدنا آدم - عليه السلام - ويقولون له : يا نبى الله قد رأيت ما نحن فيه من كرب وبلاء فأشفع لنا عند ربك لتنصب الموازين ونشر الصحف والدواوين وحتى يعلم كل منا مصيره .
فيقول سيدنا - آدم - عليه السلام :
( لقد أكلت من الشجره بعد ان نهانى الله عنها وحذرنى واليوم غضب الله غضبا شديدا لم يغضب مثله من قبل فإذهبوا لغيرى )
ولابد وان نأخذ من قصة آدم العبره والاستفاده من الأخطاء . انه نبى وشعر بأنه غلط عندما لم يمتثل لاوامر الله ويخشى غضب الله عليه فأين نحن من ذلك .
لقد ذكره الله فى القرآن 25 مره
وكلمة آدم كلفظ فى اللغه العربيه تعنى الأدمه اى القديم وايضا تعنى آدمة الارض اى السمره . ويقول النبى - صلى الله عليه وسلم - :
( لقد خلق الله آدم من قبضة قبضها الله سبحانه وتعالى من جميع الارض فجاء بنوه على قدر الارض منهم المائل للحمره وللسمره والاسود ومنهم السهل ومنهم الحزن ومنهم الخبيث ومنهم الطيب ومنهم ما بين ذلك )رواه الترمذى
عندما خلق الله آدم طلب من الملائكه ان يجمعوا من جميع الارض الخميره التى سيخلق الله منها آدم . والارض نجدها متنوعه فنجد ارضا مملحه - سمراء - سوداء - رمليه - صخريه - وارض بور - وارض خصبه ......الخ .
وإن خلق آدم فى الأرض خليفه يخلف الله فى تنفيذ احكامه ويؤدى رسالة الله فى الارض ويوهب المواهب اى الهيبات والكفايات والعقول والاراده وان يحمل الامانه .
وهناك حقيقه علميه معروفه لدى المثقفين والتى اوردها الفليسوف دارون اقف عندها قليلا :
يقول ان الانسان كان قردا ثم ترقى حسب قانون النشوء والارتقاء وحتى صار على شكله الحالى . وهذه النظريه هى فكره واستنباط قاصر على العلم دارون انخدع به كثيرين من الناس حينا من الدهر ثم تكشف لهم الحقيقه فعلموا انهم لا ينبغى للإنسان ان يسرع فى احكامه وتلقى النظريات الوارده لان الله سائل كل انسان عن فهم غير يقينى اى انه لا يجب ان نتبع نظريات او غيرها مادام لم يثبت صحة المعلومه او تأكيدها .
وبعد ذلك وجدنا ان دارون يقر ان هناك حلقه مفقوده لإثبات نظريته وهى تطور القرد حتى اصبح انسان على شكله الحالى .
من ناحية اخرى هناك علماء من المانيا قالوا عكس نظرية دارون بمعنى ان القرد كان انسان وتسفل الى ان اصبح قردا ومنهم العالم هلدن والعالم وزرفورد والمشهود لهم بقيمتهم العلميه وتحقيقاتهم النظريه .
يقول الله تعالى :
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّـهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّـهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٦٠﴾
ومع هذا القول الصريح من القرآن الكريم بأن رب العزه غضب على بعض اليهود :
فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴿١٦٦﴾ الأعراف
فهذا تصريح من القرآن ان كان هناك ناس من اليهود غضب الله عليهم فمسخهم الله قرده وهؤلاء لم يبقى الله عليهم الا ثلاثة ايام فقط وماتوا .
وحديث رسول الله عندما سأله احد الناس وقال يارسول الله هل القرده الحاليين هم من مسخهم الله ؟ فقال : عليه الصلاة والسلام
( ما خسف الله آدميا قط وابقاه فوق ثلاث )
مازال فى قصة آدم الكثير
فى حلقه قادمه انشاء الله
ابوبكر
موضوع: سلسلة قصص الانبياء الحلقه الاولى 
الخميس يونيو 17, 2010 2:20 am
