سلسلة قصص اللانبياء
الحلقه الثامنه
الجزء الثالث
من
نبيا الله هود - صالح
================
وقفنا فى الحلقه السابقه عند تعند قوم عاد مع سيدنا هود وانهم استخدموا عطايا الله لهم سوء استغلال . واعتبرهم القرآن عابثين ومبزرين , وكما سبق ان اطلنا النفس فى النصائح التى كان سيدنا هود يقولها لهم .
ولكن لنا وقفه هنا . لاننا فى حياتنا المعاصره والتى نعيشها الآن نجد مازال العبث والتبزير موجود وخاصتا الدول والحكومات فى الانفاقات الاموال على اشياء تخلد ذكراهم بغض النظر إذا كانت تفيد الشعوب او من عدمه . ولم يقتصر قوم عاد عن البزخ بل انهم قالوا لهود انهم خالدون فى الارض وما هم بمعذبين . وفوق ذلك رغم انهم ليسوا فى حاجه للمال ولكنهم كانوا يغارون على قبائل ضعيفه ويستولوا عليهم ويستحلوا نسائهم وكانوا يقولون لسيدنا هود نحن لا نحيد عن ابائنا الاولون .
وهناك قصة حدثت فى عهد الدوله الامويه اسمحوا لى ان اقصها عليكم :
كان الحجاج وكان اميرا للمؤمنين ومعروف عنه انه ظالم ولا يتناول طعامه إلا على جماجم ضحاياه احتل احد القصور المملوكه للدوله واحضر نسائه وطلب من الحراس ان يقبضوا على اى شخص ينظر للقصر.
وفى صباح ذات يوم كان هناك غلام صبى صغير ولكنه فصيح وصاحب حجه !!! نظر للقصر فطلب منه الحارس الا ينظر للقصر ودار هذا الحوار :
الغلام : لما
الحارس : هذه اوامر الحجاج
الغلام : هذا القصر من الممتلكات الدوله لعنك الله ولعن حجاجك
فقبض عليه وادخله على الحجاج الذى كان فى حضرته بعض
وزرائه وقص الحارس على الحجاج مادار بينه وبين الغلام
الحجاج : لما نظرت الى القصر ؟
الغلام : قال ولما لا انظر اليه ؟
الحجاج : مما اتيت ؟
الغلام : من الله والى الله
الحجاج : وما الذى تحمله فى يدك ؟
الغلام : لوح استعين به على الاتصال بكتاب الله
الحجاج : لما نظرت للقصر ؟
الغلام : لان الله قال انظروا ما فى السموات والارض
الحجاج : لما لعنتنى ؟
الغلام : اننى العن ما لعنه الله والله قال لعنة الله على الظالمين
الحجاج : آرنى الوح الذى معك
فوجد الحجاج الوح خالى من اى كتابه وقال للغلام
ماذا وقفت عند حفظك ؟
الغلام : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن همزه ونبزه ونفخه
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3 )
ولكن عندما وصل الى يدخلون قال الغلام يخرجون , وهنا صاح
الحجاج فى الغلام وقال :
لقد أخطأت يدخلون وليس يخرجون
الغلام : كان يدخلون قبل حكمك ومنذ توليك مقاليد الحكم اصبحوا
يخرجون من ظلمك
الحجاج : انتبه ياغلام ان السيف بتار
الغلام : لن اغمد لسانى قبل ان يغمد الله حكمك
الحجاج : اتحفظ قرآن آخر ؟
الغلام : فتلى الغلام هذه الآيات من سورة الشعراء والتى تحمل الكلام
الذى كان قاله سيدنا هود لقومه ونذكركم بها :
( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴿١٢٨﴾ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴿١٢٩﴾ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴿١٣٠﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ (131 )
الحجاج : انت تحفظ القرآن ؟
الغلام : ياجاهل انا احفظ القرآن ام الله الذى يحفظه ؟
الحجاج : أجمعت القرآن ؟
الغلام : ياجاهل الذى جمع القرآن سيدنا ابوبكر رضوان الله عليه
الحجاج : إستظهرت القرآن ؟
الغلام : معاذ الله ان اجعل كتاب ربى وراء ظهرى فالقرآن حجة لك
او عليك فأن جعلته امامك قادك للجنه وإن جعلته خلف ظهرك
قادك للنار
الحجاج : فبماذا أسألك ؟
الغلام : اوعيت القرآن فى صدرك ؟ لان الله يقول
( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿١٢﴾ الحاقه
الحجاج : هذا صحيح
الغلام : انى أعى القرآن كله
وهنا قال احد الموجودين للحجاج الا يترك الغلام لانه يخشى
على حكمه منه
الغلام : قاتلك الله ان كان حان اجلى فهذا قدر الله وان ابقى الله على فلا
يهمنى تهديدك .وتلى قول الله تعالى :
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَاإِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (
مازال فى هذه القصه الكثير ولكن اكتفى الى هذا القدر منها
واختمها بأن الحجاج قتل وجاء لرجل فى منامه وسأله الرجل
مازال فعل الله بك ياحجاج ؟ قال قتلنى سبعون مره لكل
شخص قتلته .
احبائى الكرام
ماذا قال الله عن قبيلة عاد :
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ ﴿٥٠﴾النجم
وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - جائه الوليد بن المغيره من اجل ان يبلغه عن قومه بأنهم مستعدون لدفع له المال ليزعموه عليهم ويصبح رئيسا ويزوجوه من اجمل فتياتهم بشرط الا يتعرض لألهتهم . فقال الرسول له :
أفرغت من كلامك ؟ فقال الوليد : نعم فقال عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى :
( حم ﴿١﴾ تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ﴿٥﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ﴿٦﴾ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٧﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٨﴾ ۞ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴿١٣﴾
فصلت
فقام الوليد بوضع يده على فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال اناشدك الا تكمل وانصرف .
والى حلقة قادمه والجزء الأخير من قصة هود وصالح
ابوبكر
__________________
موضوع: سلسلة قصص الانبياء الحلقه الثمانيه 
الجمعة يونيو 25, 2010 5:46 am
