سلسلة قصص الأنبياء
الحلقه الثالثه عشر
[/size]الجزء الرابع
من
سيدنا ابراهيم الخليل
======================
وقفنا فى الحلقه السابقه على ان سيدنا ابراهيم كلفه الله بتكليفات
وان الخليل عليه السلام كان امه لواحده ووصفه الله فى القرآن بأنه كان صديقا نبيا ولم يكن من يهوديا او نصرانيا ولكن كان مسلما حنيفا .
ويقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب :
( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ ) 4 الممتحنه
وكان ابراهيم يطلب من والده ان يؤمن بالله وقال له سأتركك فى العراق وحين عودتى ارجوا ان تكون قد فكرت فى الاسلام , وكان ابراهيم عنده امل ان والده يسلم ولكن عند عودته وجد ان والده مصر على الكفر واكثر من ذلك إقرأ معى قول الله :
( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴿٤٦﴾ مريم
فيرد ابراهيم على والده المصر على الكفر والذى طرده قائلا :
( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾ مريم .
وامام هذا الإصرار من جانب والده قال إبراهيم :
( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴿٤٨﴾ مريم
تنويه :
كان سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - عندما كان يستغفر لأبى طالب فقال الله له : لماذا تستغفر له ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : يارب انى ان جدى إبراهيم استغفر لوالده الكافر فقال الله عزوجل:
( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿١١٤﴾التوبه .
وبعد ذلك وبعد ان يطلب ربنا منا ان نقتاد بأبو الانبياء سيدنا إبراهيم يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة ص :
( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴿٤٥﴾ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴿٤٦﴾ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ )47 ص
وفى صورة الانبياء يقو الله سبحانه وتعالى :
( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ )78
ان الدين الاسلامى دين يسر وليس عسر وإذا وجد عسر إذا الحكم غير مفهوم لدى الناس او ان تطبيق الحكم غلط والذى افتاك افتاك غلط الرب قال مفيش فى الدين من حرج لماذا لانه ملة ابراهيم ونحن منسوبين اليه وان الدين الاسلامى دين عريق واوحينا جدكم ابراهيم به من قبل ومنذ القدم وهو اى سيدنا ابراهيم سماكم المسلمين من قبل وقال :
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٢٨﴾ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٣٠﴾ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٣١﴾ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٣٢﴾ البقره
أحبائى الكرام
بعد ثلاثة اجزاء تكلمنا فيها عن شخصية ابرهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - يأتى السؤال ؟
من هو يسدنا ابراهيم ؟
===================================
هو إبراهيم او إبرام او إبراهم أسماء واحده فكانوا يطلقون عليه ابرهام وهذا الاسم آعجمى كان موجود فى العراق قبل ان تكون دوله عربيه وهو من بلدة تسمى (فيدان آرام) بالعراق .
والده يسمى ( آزر ) بنص الآيه :
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ الأنعام
وهنا نقول ان علماء النسب وأهل الكتاب وكما ورد فى التوراة الموجوده حاليا ان والده الاصلى يدعى ( تارح) اما كلمة آزر هى وصف له وهى مأخوذه من كلمة وزير او عازر ( أشد به أزرى ) كقول سيدنا موسى . هذا كلام اهل الكتاب وهنا ك قول الله تعالى :
( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٤٦﴾ العنكبوت
وكان والد ابراهيم نحاتا أى كان يستطيع ان إحضار الأحجار من الجبال ويصنع منها تماثيل ويبيعها الى الناس الذين يعبدونها واصبح والد ابراهيم كمصدر اساسى لبيع هذه الاصنام . وسبحان الله كيف يخرج من هذا البيت الوثنى نبى ورسول ويكون سببا فى هدم هذه الاصنام كما سنرى . هذه حكمة الله إذا اراد شيئا فلا ردا لقضائه . ثم ان الله سبحانه وتعالى اعطى لسيدنا ابراهيم الرشد ومنذ صغره وكان يؤهله ليتزعم الحرب على الوثنيه والشرك ومن اين ؟ من بيت والده .
والله سبحانه وتعالى قال عن ابراهيم (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿٣٧﴾
اى ان ابراهيم لم يخلف مع الله موعدا او نقص أمر الله بل نفذ كل ما امره الله به عن إقتدار وإقتناع وعن يقين وأيمان وصدق , فبعد اكتمال هذا فى ابراهيم قال الله وابراهيم الذى وفى .
ويحكى ان ابراهيم وهو صغير وقبل التكليف كان يربط هذه الاصنام فى حبل ويجرهم ورائه وينادى ويقول ( الى يشترى الى يضر ولا ينفع ) فيرى الناس آلهتهم يهانون بهذه الطريقه المهينه فيذهبون الى ابو ابراهيم ويشكونه له . فيتعرض ابراهيم للضرب المبرح من ابوه القاسى الفظ . ولكن ابراهيم يعاود الفعله مرات ومرلت حتى حمل فأسا وذهب الى مقرهم وقال لهم :
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) الانبياء
ماذا قال لهم ابراهيم وما فعله هذا ما سنتناوله الحلقه القادمه انشاء الله .
ابوبكر
[/size][/size]